الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
تفاسير سور من القرآن
67329 مشاهدة
معنى قوله: هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ

...............................................................................


في قوله: هُدًى وَرَحْمَةً وجهان من الإعراب: أحدهما أنهما مصدران منكران حالان، والمصدر المنكر يقع حالا بكثرة. جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ في حال كونه هاديا وذا رحمة. وقال بعض العلماء: هما مفعولان من أجله، والمعنى: جئناهم بكتاب فصلناه، فصلناه لأجل هدى الناس ولأجل أن نرحم باتباعه الناس، وكلا الإعرابين له وجه من النظر.
ومعنى هُدًى جعلناه هذا القرآن. فَصَّلْنَاهُ حال كونه هاديا أو لأجل كونه هدى يهدي الناس إلى ما فيه صلاحهم من خير الدنيا والآخرة؛ فيبين لهم الخير في الدنيا والآخرة، ويأمرهم باتباعه ويبين لهم الشر في الدنيا والآخرة ويأمرهم باجتنابه.
وَرَحْمَةً يعني ومن سلكه واتبعه يرحمه الله جل وعلا، ويصلح له دينه ودنياه وقوله: لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ خص القوم المؤمنين لأنهم هم المنتفعون به كما بينا الآيات الدالة عليه في قوله هُدًى لِلْمُتَّقِينَ .
وقوله: هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وقوله: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ .